في نفي جديد لمسؤولية بلاده عن قصف مستشفى الأهلي المعمداني في غزة، مساء أمس، اتهم الجيش الإسرائيلي حركة الجهاد بإطلاق صاروخ نحو الموقع.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاجاري، في مؤتمر صحفي الأربعاء، إن "حركة حماس تعرف ما حصل لكنها تخفيه، مكررً أن صاروخاً أطلق خطأ من قبل حركة الجهاد. واتهم الحركة بتضخيم أعداد القتلى".
كما عرض بعض الصور الجوية، زاعماً أنها تظهر عدم وقوع أي ضرر مباشر في المستشفى. وأشار إلى أن "تحليل تلك الصور التي التقطها الجيش يثبت أنه لم تكن هناك أضرار مباشرة في أعمدة المستشفى بل في منطقة وقوف السيارات، ولم ترصد أي أضرار هيكلية بالمباني المحيطة به، ما يؤكد أن ما حدث لم يكن استهدافاً جوياً". وأردف "لم نرصد حفراً كتلك التي تحدثها الغارات الجوية".
وأوضح أن "القصف الصاروخي الجوي يحدث أضراراً أعمق، لافتاً إلى أن صواريخ من الجهاد أطلقت من مكان قريب ما سبب هذا الانفجار".
إلى ذلك، قدم ما قال إنه "اعتراض لمكالمة حيث ظهر أحد الأشخاص يقول إن شظايا من صاروخ الجهاد سقطت على المستشفى".
كما أكد أن "بحوزة الجيش معلومات استخباراتية ورصد اتصالات بين أحد سكان غزة وقيادي في الجهاد مرتبطة بفشل إطلاق صاروخ من موقع قريب خلف مستشفى المعمداني".
هذا وذكر المتحدث أن حوالي 450 صاروخاً تم إطلاقها من غزة لم تصل إلى هدفها وسقطت داخل القطاع خلال الأحد عشر يوماً الماضية.
وكانت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، اتهمت إسرائيل أمس بارتكاب "مجزرة" في المستشفى الأهلي العربي.
فيما نفى الجيش الإسرائيلي تورطه، مشيرا إلى أن الصواريخ التي أطلقتها حركة الجهاد مرت بالقرب من المستشفى، وفق ما نقلت رويترز.
لكن الجهاد نفت أن يكون أي من صواريخها قد أدى إلى انفجار المستشفى، قائلة إنها لم تجر أي أنشطة في مدينة غزة أو حولها في ذلك التوقيت من مساء الثلاثاء.
وأثار قصف المستشفى وارتفاع عدد القتلى تنديدات العديد من الدول عشية زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن لإسرائيل. وطالبت روسيا والإمارات بعقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي، فيما اندلعت اشتباكات في الضفة الغربية.
كما أدت تلك "المجزرة" إلى إلغاء القمة الرباعية التي كانت مقررة اليوم في عمّان بمشاركة الرئيس الأميركي والرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والفلسطيني محمود عباس، إضافة إلى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.
يذكر أن منظمة الصحة العالمية التي وصفت الهجوم على المستشفى "بغير المسبوق في نطاقه" كانت أكدت أمس أن منشآت الرعاية الصحية في غزة تعرضت لعشرات الهجمات، وأن غالبية مستشفياتها لا تعمل.
لاسيما بعد أن قطعت إسرائيل جميع إمدادات الكهرباء والمياه والغذاء والوقود والأدوية عن غزة منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر، لتشدد حصارها المفروض على القطاع المكتظ بالسكان.